نهاية مسيرة عادل إمام: حكاية الفنان والشعب

نهاية مسيرة عادل إمام: حكاية الفنان والشعب في عام 1987، وخلال لقاء جمع الفنان المصري عادل إمام بعدد من المفكرين والأدباء بمنزل الناقد والمفكر الراحل غالي شكري في …

IraqInsights
المؤلف IraqInsights
تاريخ النشر
آخر تحديث

نهاية مسيرة عادل إمام: حكاية الفنان والشعب

في عام 1987، وخلال لقاء جمع الفنان المصري عادل إمام بعدد من المفكرين والأدباء بمنزل الناقد والمفكر الراحل غالي شكري في باريس، أطلق الزعيم ما وصفته الكاتبة العراقية إنعام كجه جي بـ"قنبلة صغيرة". هذا اللقاء لم يكن اعتياديًا، إذ حوّل الحديث عن الفن إلى نقاش فكري عميق حول العلاقة بين المسرح، الأدب، والجمهور.

نهاية مسيرة عادل إمام
نهاية مسيرة عادل إمام


الفن للشعب أم للنخبة؟

حين سُئل عادل إمام عن سبب ابتعاده عن تقديم أعمال مسرحية تستند إلى نصوص كبار الأدباء مثل يوسف إدريس، أجاب بجواب مفاجئ: "هؤلاء المثقفون بعيدون عن الشعب". واعتبر إمام أن أدب جيل الستينيات ينتمي إلى "عصر انتهى"، مؤكدًا أنه يفضل تقديم أعمال تمس حياة الناس اليومية وتُضحكهم من واقعهم، بعيدًا عن التعقيد الفكري الذي يراه حاجزًا بين النصوص الأدبية والجمهور.

هذا التصريح فتح بابًا للنقاش، حيث دافع غالي شكري عن قيمة هؤلاء الكتاب، واعتبرهم "خلاصة المسرح المصري"، لكن عادل إمام أصر على موقفه، مشددًا على أن هدفه كفنان هو التفاعل المباشر مع الجمهور والتأثير فيه. وقال: "أنا مع الناس وللناس... لا أريد أن أكون ممثلًا يجسد أفكار غيره، لي أفكاري الخاصة التي أقدمها".

إمام والمسرح العربي: فن التأثير الواسع

في اللقاء ذاته، أكد عادل إمام أن أزمة المسرح تكمن في "غياب النصوص الملائمة". ورغم أن البعض رأى في تصريحاته انتقادًا للنخبة الأدبية، إلا أنه أوضح أن موقفه لا ينبع من تقليل لقيمة الأدباء، بل من رؤية فنية تسعى للوصول إلى الملايين. وتساءل: "كم يبيع أحسن كتاب؟" في إشارة إلى محدودية تأثير الأدب مقارنة بالمسرح، حيث يتابعه جمهور واسع من مختلف الطبقات.

عادل إمام لم يكن فقط "ملك الضحك" كما وصف نفسه، بل كان أيضًا فنانًا يدرك قوة المسرح كأداة للتغيير. وبرر رفضه تقديم مسرحية "البهلوان" للكاتب يوسف إدريس بأنها لا تتناسب مع توجهاته في تقديم فن شعبي جماهيري.

التأثير الباقي رغم الخلاف

ما ميّز مسيرة عادل إمام هو قدرته على المزج بين الضحك وإيصال رسائل اجتماعية وسياسية واضحة، لكن موقفه من الأدب النخبوي أثار انتقادات عديدة، خاصة من المثقفين الذين رأوا في تصريحاته تقليلًا من قيمة الأدب والمسرح الكلاسيكي.

رغم هذه الانتقادات، تظل مسيرة الزعيم شاهدة على نجاحه في إحداث تأثير واسع في العالم العربي. فقد استطاع من خلال أدواره أن يجذب جمهورًا عريضًا وأن يبقى حاضرًا في الذاكرة الفنية لعقود طويلة. ورغم وصفه لنصوص أدباء الستينيات بأنها "لا تتفاعل مع الشعب"، فإن أعماله كانت تعكس صورة حقيقية لهمومهم وآمالهم.

النهاية التي تروي القصة

مع تقدم العمر وابتعاده التدريجي عن الأضواء، بات الحديث عن نهاية مسيرة عادل إمام يتردد بين جمهوره ومتابعيه. لكن تبقى هذه المسيرة علامة فارقة في تاريخ الفن العربي، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مواقفه. لقد قدم عادل إمام فنه بشغف كبير، وسعى لأن يكون مرآةً لواقع الناس، مؤمنًا بأن الضحك "أصعب من البكاء" وأكثر تأثيرًا.

في النهاية، تبقى الجدلية التي أثارها في باريس عام 1987 دليلًا على شخصية فنية فريدة آثرت أن تسير عكس التيار، رافعة شعار "الفن للشعب".

حيث ذكرت الواقعة وأعادت نشرها. يمكنك زيارة صفحتها الرسمية على فيسبوك للاطلاع على المنشور الأصلي.
إنعام كجه جي على فيسبوك

تعليقات

عدد التعليقات : 0